قصة قضية "مخدرات المشاهير": حملة أمنية تهز الوسط الفني التركي
عملية أمنية واسعة شملت 19 من أبرز نجوم تركيا، بينهم ممثلون ومغنيون ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، للتحقيق في قضية تعاطي المخدرات والتحريض على استخدامها.
عملية أمنية واسعة شملت 19 من أبرز نجوم تركيا، بينهم ممثلون ومغنيون ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، للتحقيق في قضية تعاطي المخدرات والتحريض على استخدامها.

في فجر يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، شهدت إسطنبول عملية أمنية واسعة أثارت صدمة في الوسط الفني التركي، حيث استدعت السلطات 19 من أبرز المشاهير والفنانين للتحقيق في شبهات تعاطي المخدرات والمنشطات، بالإضافة إلى التحريض على استخدامها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أُطلقت على العملية لقب "مخدرات المشاهير" إعلامياً، وهي الأكبر من نوعها في تاريخ تركيا، حيث شملت ممثلين ومغنين ومؤثرين رقميين معروفين عربياً من خلال مسلسلاتهم الشهيرة مثل "حريم السلطان" و"العهد". هذه القضية ليست مجرد تحقيق روتيني، بل كشفت عن شبكة محتملة لترويج المخدرات داخل الأوساط الفنية، مما أثار جدلاً حول صورة النجوم ومسؤوليتهم الأخلاقية. في هذه المقالة، نستعرض تفاصيل الحملة، الأسماء المعنية، الاتهامات، والتداعيات، مستندين إلى التقارير الرسمية والإعلامية.
بدأت القضية كجزء من حملة وطنية لمكافحة المخدرات أطلقتها الحكومة التركية في 2025، تحت شعار "تركيا خالية من المخدرات"، لمواجهة انتشار الكوكايين والهيروين في الأوساط الشبابية والفنية. وفقاً لتقارير مكتب المدعي العام في إسطنبول، استند التحقيق إلى أدلة رقمية مثل صور وفيديوهات منشورة على إنستغرام وتيك توك، تظهر النجوم في حالات "غير طبيعية" أو يروجون لـ"حفلات خاصة" تشمل تعاطي مواد محظورة. كما شملت الأدلة شهادات من مصادر داخلية وتحليلات للاتصالات الهاتفية، مما أدى إلى استدعاء فوري لـ19 شخصية دون إصدار مذكرات توقيف أولية.
نفذت العملية فرق الدرك الإقليمي ومكتب مكافحة التهريب والمخدرات والجرائم الاقتصادية، بناءً على المادتين 191 و192 من قانون العقوبات التركي، اللتان تُعاقبان التعاطي بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات، والترويج أو التحريض بسنوات أطول تصل إلى 10 سنوات. أكدت السلطات أن الهدف "مكافحة المخدرات دون استثناء، وتشمل جميع الفئات"، لكن التركيز على المشاهير جاء لردع الشباب، حيث يُعتبرون "نماذج أخلاقية".
شملت القضية نخبة من النجوم الذين يتمتعون بشهرة واسعة، خاصة في العالم العربي بفضل أدوارهم في الدراما التاريخية والحديثة. أبرزهم هو #هاليت إرغنش (Halit Ergenç) بطل "حريم السلطان" (سليمان القانوني).
تم نقل 12 منهم إلى معهد الطب الشرعي في بهجليفلر لأخذ عينات دم، وسط انتشار فيديوهات تظهر وجوههم الشاحبة أثناء الاقتياد تحت حراسة الدرك، مما أثار تعاطفاً وانتقادات على وسائل التواصل.
بدأ التحقيق في أغسطس 2025 بعد تلقي بلاغات من مواطنين عن "حفلات مخدرات" في أحياء إسطنبول الفاخرة مثل بيوغلو وشيشلي. كشفت التحريات عن أدلة رقمية، بما في ذلك:
أُجري الاستجواب في قيادة الدرك الإقليمي، وتم الإفراج عن معظمهم بعد الإفادات، بانتظار نتائج التحاليل التي ستُعلن خلال أيام. أكدت CNN Türk أن التحقيق "سيستمر بغض النظر عن النتائج"، مع التركيز على تفكيك أي شبكات.
أثار الحدث ضجة هائلة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبح هاشتاغ #UyuşturucuSkandalı (فضيحة المخدرات) ترينداً عالمياً، مع ملايين التغريدات.
دافع محامو النجوم عن براءتهم، معتبرين الاستدعاء "تشهيراً" قبل إثبات التهم، بينما أعربت جمعيات حقوقية عن دعمها لقرينة البراءة. في المقابل، هاجم نشطاء النجوم، واصفين إياهم بـ"سقوط الأيقونات"، ودعوا إلى حملات توعية.على الصعيد الرسمي، أشاد الرئيس رجب طيب أردوغان بالحملة كـ"ضربة للفساد"، مشدداً على أن "القانون لا يعرف نجوماً". أما الوسط الفني، فقد شهد إلغاء بعض الحفلات والإعلانات مؤقتاً، مما يهدد مسيرة بعض النجوم.