قصة مقتل يوسف شلش: التيكتوكر الذي سقط ضحية عن طريق الخطأ في المطرية
لقي تيكتوكر مصري يبلغ من العمر عشرين عاما مصرعه في احد الاحياء الشعبية في مصر على يد عصابة كانت تستهدف شقيقه. فمن هو يوسف شلش وما تفاصيل الحادثة؟
لقي تيكتوكر مصري يبلغ من العمر عشرين عاما مصرعه في احد الاحياء الشعبية في مصر على يد عصابة كانت تستهدف شقيقه. فمن هو يوسف شلش وما تفاصيل الحادثة؟
في مساء يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، اهتزت منطقة المطرية بالقاهرة بخبر صادم أودى بحياة الشاب يوسف شلش، المعروف على منصة تيك توك باسم "يوسف شلش"، وهو صانع محتوى يجمع بين الكوميديا والتريندات الشعبية، يتابعه عشرات الآلاف من الشباب. لم يكن يوسف، البالغ من العمر حوالي 20 عاماً، المستهدف الأساسي في الاشتباك الذي أنهى حياته، بل كان ضحية طائشة لطلقة نارية أطلقت في سياق خلافات عائلية ومخدرات. هذه الجريمة، التي وقعت في أحد أحياء القاهرة الشعبية، أثارت موجة من الحزن والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، مع هاشتاجات مثل "#حق_يوسف_شلش_لازم_يرجع" التي تجاوزت المليون تفاعل في ساعات. في هذه المقالة، نستعرض تفاصيل الحادث خطوة بخطوة، الخلفية، والتحقيقات الجارية، مستندين إلى التقارير الأمنية والشهادات.
يوسف شلش، شاب من أصول شعبية في المطرية، كان يُعرف بين متابعيه بفيديوهاته القصيرة المضحكة التي تعكس الحياة اليومية في الأحياء الشعبية، مع لمسات كوميدية تجذب الشباب. لم يكن نجماً كبيراً، لكنه بنى جمهوراً مخلصاً يتجاوز 50 ألف متابع على تيك توك، حيث يشارك في التحديات الرائجة ويعلق على الأحداث الاجتماعية بطريقة خفيفة الظل. كان يوسف يعيش حياة هادئة نسبياً، يعمل في محل حلاقة أو أعمال يدوية بسيطة، ويحلم بتوسيع حضوره الرقمي.
ومع ذلك، كانت حياته مرتبطة بأسرة تواجه تحديات اجتماعية، بما في ذلك خلافات مع جيران أو مجموعات محلية. أبرز هذه الخلافات كانت مع شقيقه، الذي تورط في نزاعات مع تجار مخدرات صغار في المنطقة، حيث منعهم من بيع مواد محظورة في الشارع. هذه الخلافات، التي بدأت قبل أشهر، كانت الشرارة التي أدت إلى المأساة، حيث أصبح يوسف "الضحية الجانبية" في انتقام غير محسوب.
وقع الحادث حوالي الساعة 8 مساءً في عزبة حمادة، أحد أزقة المطرية الشعبية. وفقاً للتحريات الأمنية، توجه اثنان من الشباب – عاطلين في العشرينيات من العمر – إلى منزل شقيق يوسف شلش، حاملين مسدس خرطوش، بهدف "تصفية حسابات" بسبب خلافات سابقة تتعلق بمنع بيع المخدرات. عندما لم يجدوا الشقيق، تطورت المشادة الكلامية إلى اشتباك عنيف، شارك فيه جيران وأصدقاء من الطرفين.
في هذه اللحظة، كان يوسف داخل محل حلاقة قريب، يقص شعره كالمعتاد. تدخل لتهدئة الأمور، محاولاً فصل المتشاجرين، لكنه وجد نفسه في وسط الفوضى. أطلق أحد المتهمين إطلاقاً عشوائياً صوب الشقيق، لتستقر الرصاصة في بطن يوسف، الذي سقط غارقاً في دمائه أمام أعين الشهود. نقل على إثرها إلى مستشفى قريب، حيث خضع لعملية جراحية طارئة، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات قليلة بسبب فقدان الدم الشديد.
انتشرت صور وفيديوهات للحظات الاشتباك على وسائل التواصل، مما أثار حالة من الذعر في الحي، ودفع الأهالي إلى الاتصال بغرفة عمليات النجدة فوراً.
تحركت قوات الأمن بسرعة، وتمكنت مباحث القاهرة من القبض على المتهمين الرئيسيين – الشابين اللذين أطلقا النار – خلال ساعات من الحادث، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين متورطين في الاشتباك. في الاعترافات الأولية أمام النيابة العامة، قال أحدهما: "مكناش قاصدين نخلص عليه... كنا رايحين لشقيقه عشان تصفية حسابات مالية ومخدرات، بس تطورت الأمور وأطلقنا النار عشوائياً". أكد الثاني أن الخلاف كان قديماً، وأن يوسف "كان مجرد واحد بيحاول يهدي الوضع".
أمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق، وطلبت تحليل الطب الشرعي للجثمان لتأكيد أسباب الوفاة، بالإضافة إلى مصادرة السلاح المستخدم. التحقيقات مستمرة لكشف أي تورط آخر، مع التركيز على انتشار الأسلحة غير الشرعية في الأحياء الشعبية.
أثار مقتل يوسف صدمة واسعة بين متابعيه، الذين حولوا حساباته إلى صفحات عزاء، مع تعليقات مثل "رحمك الله يا يوسف، كنت تضحكنا في زمن حزين". أقيمت جنازة مهيبة في المطرية صباح الخميس 9 أكتوبر، حضرها مئات من الأهالي والأصدقاء، وسط هتافات تطالب بالقصاص. على تيك توك وفيسبوك، انتشرت فيديوهاته القديمة مع تعليقات حزينة، وأصبحت القضية رمزاً لخطر انتشار السلاح في الخلافات العائلية.