ياسر الزبيري: نجم الجيل الذهبي المغربي الذي أشعل أحلام الأطلس
تعرف على ياسر الزبيري البطل الذي حمل على كتفيه آمال شعب بأكمله والذي اصبح اول لاعب مغربي يسجل هدفين في نهائي كأس العالم للشباب.
تعرف على ياسر الزبيري البطل الذي حمل على كتفيه آمال شعب بأكمله والذي اصبح اول لاعب مغربي يسجل هدفين في نهائي كأس العالم للشباب.

في عالم كرة القدم الذي يتسارع فيه الزمن وتتغير فيه الأسماء بسرعة البرق، برز اسم #ياسر الزبيري كرمز للإصرار والموهبة النقية. الشاب المغربي، البالغ من العمر 20 عامًا، لم يكن مجرد لاعب في نهائي #كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا في تشيلي يوم 20 أكتوبر 2025، بل كان البطل الذي حمل على كتفيه آمال شعب بأكمله. بفوزه بنتيجة 2-0 على الأرجنتين، أصبح الزبيري أول مغربي يسجل هدفين في نهائي عالمي تحت 20 عامًا، محطمًا جدران الشكوك ومكرسًا مكانته كنجم صاعد يُقارن بأعظم المواهب الأفريقية. لكن قصة ياسر ليست مجرد لحظة إشراق؛ إنها رحلة من الشوارع المراكشية إلى قمة الكرة العالمية، مليئة بالتحديات والإنجازات التي تجعله نموذجًا للجيل الجديد من لاعبي الأطلس.
ولد #ياسر الزبيري في مدينة مراكش الساحرة عام 2005، في أسرة متواضعة تعشق كرة القدم مثل معظم الأسر المغربية. والده، عبد اللطيف الزابيري، كان الداعم الأول له، حيث روى في تصريحات إعلامية أن ياسر بدأ يلعب الكرة في الشوارع قبل أن يدخل عالم التكوين الرسمي. في سن السابعة، انضم الزبيري إلى مركز التكوين التابع لنادي الكوكب المراكشي، حيث أظهر موهبته الفطرية في التحكم بالكرة والرؤية الاستراتيجية. سرعان ما انتقل إلى جمعية "القدم الذهبي"، لكنه وجد طريقه الحقيقي في عام 2015، عندما اختير للانضمام إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بالرباط في سن العاشرة فقط.
قضى الزبيري ثماني سنوات في هذه الأكاديمية الملكية، التي أصبحت مصنعًا للنجوم المغاربة مثل أشرف حكيمي وسفيان أمالله. هناك، طور مهاراته تحت إشراف مدربين عالميين، مع التركيز على اللياقة البدنية والتكتيك. يتذكر والده أن ياسر كان يعود إلى المنزل متعبًا لكنه سعيدًا، قائلًا: "الكرة هي حياتي، وسألعبها للمغرب". هذه السنوات لم تكن سهلة؛ فقد واجه إصابات طفيفة ومنافسة شرسة، لكن إصراره جعله يبرز كلاعب وسط هجومي يجمع بين الإبداع والقوة. في مقابلة مع موقع "Rue20"، أكد الزبيري أن الأكاديمية علمته "الانضباط والعمل الجماعي"، قيمًا ستصبح أساس نجاحه لاحقًا.
في صيف 2023، وقّع الزبيري أول عقد محترف له مع نادي فاماليكاو البرتغالي، في صفقة بلغت قيمتها مليون يورو، وهي إنجاز نادر للاعب مغربي في سن 18 عامًا. الدوري البرتغالي، المعروف بكونه "مدرسة للمواهب"، كان الاختيار المثالي لتطوير موهبته. في أول موسم له (2023-2024)، لعب 22 مباراة، سجل 5 أهداف، وصنع 4 تمريرات حاسمة، مساهمًا في صعود الفريق إلى منتصف الجدول. أبرز لحظاته كانت ركلة حرة مذهلة ضد بنفيكا لشبونة، أشادت بها الصحافة البرتغالية كـ"ميراث لزيدان".
في الموسم التالي (2024-2025)، ارتفع مستواه بشكل ملحوظ؛ سجل 8 أهداف في 28 مباراة، وأصبح أفضل مسجل للفريق في التمريرات الحاسمة (7). قيمته السوقية ارتفعت إلى 4 ملايين يورو وفقًا لموقع "ترانسفيرماركت"، مما جذب اهتمام أندية مثل أياكس أمستردام وبرشلونة. لكن الزبيري اختار البقاء في فاماليكاو، قائلًا في تصريح لـ"JMA Morocco": "البرتغال علمتني الصبر، وأريد أن أبني تاريخي هنا قبل الخطوة الكبيرة". إحصائياته تظهر توازنًا مثاليًا: 13 هدفًا و11 تمريرة حاسمة في 50 مباراة مع النادي حتى الآن، مع معدل إصابات منخفض يعكس لياقته العالية.
مع المنتخب المغربي، بدأ الزبيري مسيرته في الفئات الشابة. شارك في بطولة أفريقيا تحت 17 عامًا عام 2021، حيث سجل هدفين في طريق الوصول إلى النهائي. لكنه حقق الإنجاز الأكبر في كأس العالم تحت 20 عامًا بتشيلي 2025. في البطولة، ساهم في 5 أهداف (3 أهداف و2 تمريرات)، لكنه كان نجم النهائي ضد الأرجنتين: هدف أول في الدقيقة 12 من ركلة حرة أصابت القائم وارتدت إلى الشباك، وثانٍ في الدقيقة 29 برأسية قوية بعد تمريرة من عثمان معما. هذان الهدفان ضمنا الفوز 2-0، وأصبح #المغرب أول منتخب أفريقي يفوز بالبطولة.
وصفه مدرب المنتخب محمد وهبي بـ"الرجل الذي غيّر المباراة"، مشيدًا بسيطرته على وسط الملعب. الإعلام الدولي، مثل "فيفا.كوم"، أطلق عليه لقب "نجم الليلة"، مقارنًا إياه بـ"كيفن دي بروين الشاب". هذا الفوز ليس فرديًا؛ فقد ساهم الدفاع الصلب بقيادة الحارس يانيس بنشاوش، لكن الزبيري كان الفضل الأكبر، خاصة مع مساهماته السابقة في 3 أهداف أخرى بالبطولة. الآن، يُنظر إليه كمرشح للمنتخب الأول تحت قيادة وليد الرغراغي، خاصة بعد تجربته الأولى في تجميعة أبريل 2025.
رغم قصر مسيرته، جمع الزبيري إنجازات مذهلة: بطل كأس العالم تحت 20 عامًا (2025)، أفضل لاعب في نهائي البطولة، وأكثر مساهمة هجومية في المنتخب الشاب. على المستوى النادي، ساهم في وصول فاماليكاو إلى كأس البرتغال (نصف النهائي 2024). خارج الملعب، أصبح رمزًا للشباب المغربي؛ يدعم حملات مكافحة التسرب المدرسي، ويشارك في أنشطة أكاديمية محمد السادس. في تغريدة على إكس (تويتر)، قال: "هذا الفوز لكل طفل يحلم بالكرة في المغرب"، مما أثار إعجاب ملايين المتابعين.
مع اهتمام أندية كبرى، يُتوقع أن ينتقل الزبيري إلى دوري أقوى قريبًا، ربما الدوري الإنجليزي أو الإسباني. لكنه يظل متواضعًا، قائلًا في مقابلة مع "Mountakhab Foot": "أنا مجرد جزء من الفريق، والمغرب يستحق المزيد". #ياسر الزبيري ليس مجرد لاعب؛ إنه قصة نجاح تجسد طموح #المغرب في كرة القدم، ووعد بمستقبل مشرق يجعل الأطلس يزأر أعلى.