التحقيق مع ليلى علوي: تفاصيل الواقعة التي هزت مهرجان الإسكندرية السينمائي
تكريم ليلى علوي في مهرجان الاسكندرية السينمائي يتحول الى ازمة تصل الى النيابة بعد اتهامها بالاعتداء على صحافي من ذوي الهمم.. فما هي تفاصيل ما حدث؟
تكريم ليلى علوي في مهرجان الاسكندرية السينمائي يتحول الى ازمة تصل الى النيابة بعد اتهامها بالاعتداء على صحافي من ذوي الهمم.. فما هي تفاصيل ما حدث؟

أثارت الفنانة المصرية الشهيرة #ليلى علوي جدلاً واسعاً بعد اتهامها بالاعتداء الجسدي والتنمر على صحفي من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال تغطيته لفعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. الواقعة، التي وقعت مساء الجمعة 3 أكتوبر، أدت إلى فتح تحقيق رسمي من قبل النيابة العامة المصرية، مما جعل اسم النجمة الكبيرة محور نقاشات حادة بين الجمهور والإعلام. في هذه المقالة، نستعرض التفاصيل الكاملة لما حدث، بدءاً من خلفية الحدث وصولاً إلى الردود الرسمية والقانونية.
كانت الدورة الـ41 من مهرجان الإسكندرية السينمائي، الذي انطلق في 2 أكتوبر 2025 تحت شعار "السينما في عصر الذكاء الاصطناعي"، مخصصة بالكامل لتكريم ليلى علوي، إحدى أيقونات السينما المصرية. النجمة، التي ولدت في 4 يناير 1962 من أب مصري وأم يونانية، بدأت مسيرتها الفنية في سن السابعة عبر برامج إذاعية وتلفزيونية، وسرعان ما أصبحت رمزاً للأدوار المتنوعة في أكثر من 100 عمل سينمائي وتلفزيوني، منها "المصير"، "بحب السيما"، و"إنذار بالطاعة".
خلال الندوة الخاصة بها في 3 أكتوبر، انهارت علوي من البكاء أمام الجمهور، مشيدة بتاريخها الفني ومعبرة عن شكرها لعائلتها التي "استحملتها طوال العمر"، معترفة بتقصيرها تجاههم بسبب انشغالها بالفن. كما كشفت عن ذكريات مؤثرة حول وفاة والدها أثناء تصوير فيلم "المصير" مع يوسف شاهين، الذي أجل رحلتها ليتمكن من العودة إلى مصر. كان التصفيق الحار يملأ القاعة، وكل شيء يبدو مثالياً حتى انتهاء الندوة.
بعد انتهاء الندوة مباشرة، انتقلت علوي إلى قاعة مجاورة في فندق الإسكندرية لإجراء لقاءات صحفية. هناك، اقترب الصحفي ريمون المصري، الذي يعاني من إعاقة حركية ويُعد من ذوي الهمم، ليطلب صورة وتصريحاً قصيراً لوسيلته الإعلامية. وفقاً لبلاغه الرسمي، ردت علوي بحدة غير مبررة، رافضة التعاون، مما أدى إلى مشادة لفظية سرعان ما تصاعدت.
في رواية المصري، لم تكتفِ علوي بالكلام القاسي، بل سحبت هاتفه المحمول بالقوة، وعبثت بمحتوياته دون إذن، في محاولة لمنعه من التصوير. ثم، حسب الاتهام، استعانت بمرافق لها لمساعدتها في الاعتداء الجسدي، حيث قام الشخص المجهول بدفعه بعنف أمام حشد من الصحفيين والمصورين. أكد المصري أن علوي كانت على علم كامل بإعاقته، مما يجعل التصرف تنمراً واضحاً. وثّق الحادث مقطع فيديو قصير انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه التوتر الواضح والتدخل الجسدي، لكنه لا يغطي اللحظات الكاملة.
أكد ريمون في تصريحاته للإعلام أن الواقعة حدثت "أثناء أداء مهامه الرسمية"، وأنه لم يكن يقصد الإزعاج، بل كان يمارس عمله المصرح به لتغطية المهرجان. الاتهامات تشمل الاعتداء البدني، التنمر، والاستيلاء على الممتلكات (الهاتف) عنوة، مع الإشارة إلى أن الحادث وقع أمام شهود عديدين.
تلقّت النيابة العامة المصرية البلاغ فوراً، وفتحت محضراً جنائياً برقم 1143 لسنة 2025 جنح سيدي جابر، تحت وصف "جنحة تعدٍّ على صحفي من ذوي الإعاقة". وكيل النائب العام في نيابة سيدي بشر أمر باستدعاء #ليلى علوي للتحقيق العاجل، واستلام المقطع الفيدي كدليل أولي. كما أمرت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة في الفندق محل الواقعة، لتحديد هوية المرافق المشارك وتأكيد التسلسل الزمني للأحداث. التحقيقات جارية، ومن المتوقع أن تشمل استجواب الشهود والفحص الطبي للصحفي إن لزم الأمر، مع التركيز على نية الاعتداء وسوء القصد.
حتى الآن، لم تصدر علوي بياناً رسمياً مباشراً، لكن مصادر مقربة منها أشارت إلى أنها ستتعاون كاملاً مع النيابة لتوضيح السياق، معتبرة الرواية "مبالغة" ناتجة عن محاولات انتهاك خصوصيتها.
لم يتأخر رد الفعل الرسمي. أصدرت إدارة مهرجان الإسكندرية بياناً دفاعياً عن علوي، وصف فيه الاتهامات بـ"الأكاذيب والوقائع المكذوبة" التي تهدف إلى الإضرار بها وإفساد أجواء المهرجان. أكد البيان أن علوي "تعاملت مع الحادث بحرص على عدم الإضرار بالشخص المدعي"، مشيراً إلى أن الصحفي لم يكن مدرجاً في قوائم التغطية الرسمية، وأن تصرفها كان رد فعل طبيعي على "المحاولات المعتادة لانتهاك خصوصيتها". ثمن المهرجان مساهماتها الفنية والإنسانية، مطالبًا وسائل الإعلام بـ"تحري الدقة".
من جانبها، أعربت نقابة المهن التمثيلية عن دعمها الكامل لعلوي، مؤكدة أن "المزاعم لم تثبت بعد"، وأنها ستتصدى لأي محاولة تنكيل بالنجمة الكبيرة ذات "المشوار الحافل والجماهيرية الواسعة". أضاف مصدر في النقابة أن التكريم في المهرجان "شرف كبير"، وأن التحقيق سيظهر الحقيقة.
على الجانب الآخر، أثار الحادث غضباً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حمل هاشتاغ #ليلى_علوي_تنمر مئات المنشورات، مع انتقادات لـ"عدم احترام ذوي الهمم"، ودعوات لمحاسبة النجوم على سلوكياتهم. بعض المدافعين عنها رأوا في الواقعة "حقها في رفض التصوير"، معتبرين أن الإعلام يبالغ لجذب الانتباه.
تأتي هذه الأزمة في وقت تتواصل فيه علوي نجاحاتها الفنية. في يناير 2025، عاد فيلمها "المستريحة" مع بيومي فؤاد إلى شباك التذاكر، رغم إيراداته المتواضعة (حوالي مليون جنيه في الأسابيع الأولى)، وهو يدور حول امرأة تعود إلى #مصر بعد 20 عاماً لاستعادة ممتلكاتها. كما تشارك في فيلم "التاريخ السري لكوثر" مع زينة، الذي حصل على موافقة رقابية للعرض على المنصات الإلكترونية. في مارس الماضي، كشفت علوي في لقاء إذاعي عن أسرار حياتها، من أول أجر (75 قرشاً) إلى آرائها في الأجور والترقيم.
لكن هذه الواقعة تذكر بتحديات النجوم أمام الكاميرات، خاصة في عصر التواصل الاجتماعي حيث يمكن لأي لحظة أن تصبح قضية عامة. سواء انتهى التحقيق بتبرئة أو إدانة، فإن #ليلى علوي تبقى رمزاً للسينما المصرية، لكنها اليوم تواجه اختباراً لسمعته الإنسانية.
مع استمرار التحقيقات، يترقب الجمهور قرار النيابة، الذي قد يغير مسار هذه القضية من جدل إعلامي إلى درس في احترام الآخرين. هل ستخرج علوي أقوى، أم ستكون هذه بداية فصل جديد في مسيرتها؟ الإجابة في الأيام القادمة.