عندما نتحدث عن الغموض والأساطير التي حيّرت الناس عبر العقود، لا يمكن أن نتجاهل اسم بابا فانغا، العرّافة البلغارية التي فقدت بصرها في طفولتها وادّعت أنها حصلت بعد ذلك على “بصيرة روحية” مكّنتها من رؤية المستقبل.
رحلت بابا فانغا عن عالمنا في عام 1996، لكن قصصها ما زالت حيّة حتى اليوم وتثير الجدل بين المؤمنين بقدراتها والناقدين الذين يعتبرونها مجرد خرافة.
من هي بابا فانغا؟
ولدت فانغليا بانديفا ديميتروفا عام 1911 في قرية صغيرة ببلغاريا. بعد حادثة عاصفة رملية فقدت بصرها وهي في سن المراهقة، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها حيث اشتهرت بأنها قادرة على "التواصل مع العالم الآخر" ورؤية ما سيحدث في المستقبل. سرعان ما أصبحت شخصيّة مثيرة للاهتمام في منطقة البلقان، يقصدها الناس من كل مكان للاستشارة.
ما هي أبرز تنبؤات بابا فانغا؟
ينسب الى بابا فانغا عدد كبير من التنبؤات، بعضها يقال إنه تحقق، وبعضها ما زال ينتظر المستقبل، بينما يشكّك كثيرون في صحة نسبتها لها أصلاً. من بين ما يتداوله الناس:
- انهيار الاتحاد السوفيتي.
- أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
- خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست).
- توقعات تخص تغيّرات مناخية حادة وكوارث طبيعية.
- حديث عن ثورات تكنولوجية وأمراض جديدة ستظهر في العالم.
أبرز التنبؤات المنسوبة إليها لعام 2025
من المصادر الإعلامية التي تُرجّح تنبؤات بابا فانغا لعام 2025 ، نذكر:
- زلازل وكوارث طبيعية مدمّرة – من بينها الزلزال المدمر في ميانمار.
- صراع كبير في أوروبا – حرب جديدة أو تصاعد للصراعات هناك.
- أزمة اقتصادية عالمية – تدهور مالي، تضخم، ضعف لعملات، اضطرابات اقتصادية.
- اكتشاف مصدر طاقة جديد أو طرق جديدة للطاقة البديلة.
- الاتصال بكائنات فضائية أو ظهور دلائل على وجود حياة خارج الأرض.
- ظهور أمراض قديمة أو عودة أوبئة؛ أو أوبئة جديدة ناجمة عن التغير المناخي أو عوامل بيولوجية.
ما الذي تحقّق حتى الآن؟
حتى اليوم من عام 2025، ما يلي هو تقييم سريع لما يُمكن القول إنه بدأ يتحقّق من تلك التنبؤات:
- زلزال ميانمار: حدث زلزال في ميانمار أسفر عن مئات إلى آلاف الضحايا، وقد تم ربطه ببعض تنبؤات فانغا التي تشير إلى زلازل مدمّرة هذا العام.
- الأزمة الاقتصادية والتضخم: يُلاحظ أن العديد من الدول تواجه حالياً ضغوطاً اقتصادية كبيرة – تضخُّم، مشاكل ديون، ارتفاع تكاليف المعيشة. هذا يتماشى جزئيًا مع توقعاتها عن "اضطرابات اقتصادية". لكن لا توجد حتى الآن دليل أكيد على "انهيار عالمي" بالشكل الذي تُصوّره بعض التصريحات المنسوبة لها.
- صراع في أوروبا: الصراع ما زال مستمراً في أجزاء من أوروبا (خصوصًا الأزمة بين روسيا وأوكرانيا) وهذا قد يُنظر إليه كتطابُقٍ مع ما تُنسب إليّ فانغا من تنبؤات عن توترات أو حرب جديدة في القارة. لكن لا يوجد حتى الآن حدث مهيمن مُعلن أنه "حرب جديدة مدمّرة" من الصفر، كما وُصفت بعض التنبؤات.
توقعات بابا فانغا التي لم تتحقق او تحدث بعد
من ابرز توقعاتها التي لم تتحقق او تحدث حتى الان نذكر: الاتصال الموثّق بكائنات فضائية، ظهور مرض قديم كبير أو وباء عالمي جديد، اكتشاف مصدر طاقة خارق، أو تحقُّق قدرات تليباتية للشعوب. لا توجد حتى الآن دلائل موثوقة على أيٍّ منها ظهرت بوضوح.
تفسير مستوى التحقّق
عند النظر في مدى دقة تنبؤات بابا فانغا، ينبغي أن ننتبه إلى:
- كثير من التنبؤات المنسوبة إليها غامضة أو مُصاغة بصيغة عامة مثل "صراع"، "زلزال كبير"، "مصدر طاقة جديد"، مما يسمح لتأويلها بأشكال متعددة.
- بعض الأحداث تتطابق جزئيًا فقط مع ما يُنسب لها، أو يُعاد تفسيرها لِتُناسب النص المتوقع بعد وقوع الحدث.
- لا يوجد توثيق موثوق يُبيّن أنها كتبت هذه التنبؤات (بخطها أو بعينها) بشكل رسمي؛ غالبية ما نقرأه الآن مرّ عبر الإعلام الشعبي، الترجمة، التفسير، والتضخيم.