مريم محمد: أول إماراتية تحمل علم الإمارات على مسرح ملكة جمال الكون 2025
خطوة تاريخية جديدة للامارات في مجال تمكين المرأة تمثلت في اختيار الشابة مريم محمد لتمثيل بلادها للمرة الاولى في مسابقة ملكة جمال الكون 2025.
خطوة تاريخية جديدة للامارات في مجال تمكين المرأة تمثلت في اختيار الشابة مريم محمد لتمثيل بلادها للمرة الاولى في مسابقة ملكة جمال الكون 2025.

في لحظة تاريخية تعكس قوة المرأة الإماراتية وطموحها، توجت الشابة الإماراتية #مريم محمد بلقب "ملكة جمال الكون الإماراتية 2025"، لتصبح أول امرأة من مواطنات الإمارات العربية المتحدة تمثل بلادها في المسابقة العالمية الشهيرة. هذا التتويج يثمل رمز للتمكين النسائي والحفاظ على الهوية الوطنية في وجه العالم. مع اقتراب إقامة النسخة الـ74 من مسابقة #ملكة جمال الكون في مدينة باك كريت التايلاندية يوم 21 نوفمبر 2025، تُعد #مريم محمد وجهاً مشرفاً يحمل رسالة الابتكار والاستدامة، وسط مشاركة أكثر من 130 دولة وجمهور يتجاوز 500 مليون مشاهد عالمياً.
ولدت مريم محمد، البالغة من العمر 26 عاماً، في قلب الإمارات، حيث نشأت في بيئة تجمع بين التراث الغني والحداثة المتسارعة. هي ابنة لعائلة إماراتية أصيلة، تربت على قيم الدولة التي تُعرف بتمكين المرأة ودعم طموحاتها. بدأت رحلتها الأكاديمية بدراسة الاقتصاد في جامعة سيدني الأسترالية المرموقة، حيث حصلت على بكالوريوس في هذا المجال عام 2021، مما أكسَبَها رؤية اقتصادية واسعة تساعدها في فهم التحديات العالمية مثل الفقر والاستدامة.
عادت مريم إلى دبي لتتابع شغفها الحقيقي: تصميم الأزياء. اليوم، هي طالبة في معهد ESMOD دبي، أحد أبرز المعاهد العالمية في هذا المجال، حيث تُركز على دمج التصميم المستدام مع التراث الإماراتي. في مقابلة مع "خليج تايمز"، قالت مريم: "الإمارات منحتني الثقة لأحلم أحلاماً كبيرة. أريد أن أكون صوتاً للنساء الطموحات والفضوليات والمُحفّزات. #ملكة جمال الكون الإماراتية ليست مجرد جمال، بل هي تأثير". هذه الكلمات تلخص شخصيتها: مزيج من الثقافة والحداثة، حيث تجمع بين هوايات تقليدية مثل تربية الصقور وركوب الجمال – رموز الثقافة الإماراتية – وبين اهتمامات معاصرة مثل التبادل الثقافي العالمي والأزياء الصديقة للبيئة.
لم يأتِ تتويج #مريم محمد بسهولة. في السنوات الأخيرة، أصبحت الإمارات مشاركة رسمية في مسابقات الجمال العالمية، لكنها كانت تعتمد على ممثلات من جنسيات أخرى مقيمات في الدولة لأكثر من ثلاث سنوات، وفقاً لشروط منظمة "Miss Universe". في 2024، مثلت عارضة الأزياء الكوسوفية إميليا دوبريفا الإمارات، لكن عام 2025 شهد تحولاً تاريخياً بإطلاق مسابقة وطنية رسمية تحت إشراف المديرة الوطنية بوبي كابيلا، التي حصلت على الترخيص الرسمي من المنظمة العالمية.
تلقت المسابقة الوطنية أكثر من 950 متقدمة من جميع أنحاء الإمارات، مما يعكس الاستجابة الواسعة والحماس الكبير. مرت العملية بمراحل صارمة: مقابلات شخصية، عروض أزياء، اختبارات ذكاء، وتقييمات للمهارات الاجتماعية والقيادية. برزت مريم بين المئات بفضاحتها، ثقتها بنفسها، وقدرتها على تمثيل قيم الإمارات مثل التعاطف والسلام. في تصريح لـ"ذا ناشونال"، أشادت كابيلا بمريم قائلة: "كانت الرحلة عادلة وشفافة، وكل المتسابقات كن موهوبات، لكن مريم جمعت بين الذكاء والقلب والتأثير".
سبق لمريم الفوز بلقب "ملكة جمال العالم العربي بالإمارات" عام 2022، بالإضافة إلى مشاركتها في عدة مبادرات خيرية مثل "مبادرة العائلة المانحة" و"رمضان أمان"، وتمثيل الإمارات في برامج دولية لريادة الأعمال النسائية. هذه الخبرات جعلتها الخيار الأمثل لتمثيل الدولة.
لا تقتصر طموحات مريم على الجمال الخارجي؛ فهي ترى في منصة "ملكة جمال الكون" فرصة للتأثير الإيجابي. تهدف إلى نشر رسالة تمكين المرأة عالمياً، مكافحة التنمر الإلكتروني، وتعزيز ثقافة السلام والتعاطف. في حديثها مع "لها ماغ"، أكدت: "ملكة جمال الكون لا تقتصر على الجمال فحسب، بل تتعلق بالمرونة وقوة المرأة في النهوض معاً". كما تسعى للحد من الفقر العالمي من خلال مشاريع مستدامة، مستلهمة من قصة الإمارات في الابتكار والتسامح.
ستعرض مريم في المسابقة قصة الإمارات كدولة تُمكّن المرأة وتجمع بين التراث والمستقبل، من خلال زي وطني يجسد رموز الدولة مثل الصقر والجمل، مع لمسات تصميم مستدام. تهدف إلى إلهام الجيل الجديد من الإماراتيات، مشيرة إلى أن "حمل هذا اللقب شرف لا يُوصف، وهو انعكاس لأحلام كل من ينتمي إلى الإمارات".
يُعد تتويج #مريم محمد خطوة تاريخية تعكس تطور الإمارات في دعم المرأة، من خلال مبادرات مثل "يوم المرأة الإماراتية" وبرامج الريادة. في زمن يشهد صراعاً بين التقاليد والحداثة، تُثبت مريم أن المرأة الإماراتية قادرة على الجمع بينهما، محولة المنصات العالمية إلى فرص للدبلوماسية الثقافية. كما قالت في تصريح لـ"مصراوي": "أريد أن أكون مصدر إلهام لجيل جديد من الإماراتيات".
مع اقتراب موعد المسابقة، تتجه الأنظار إلى #مريم محمد كرمز للقوة والأناقة. سواء فازت أم لا، فإن رحلتها قد غيّرت مساراً، مؤكدة أن الجمال الحقيقي يكمن في التأثير والإصرار. الإمارات، بكل فخر، ترسل ابنتها لتحكي قصتها إلى العالم.