باحثة تونسية تثير الجدل بتفسيرها لحديث "ناقصات عقل ودين".. فيديو
الباحثة والكاتبة التونسية ألفة يوسف تثير الجدل بتفسيرها لحديث "ناقصات عقل ودين" وتأكيدها على عدم قدسية التفاسير.
الباحثة والكاتبة التونسية ألفة يوسف تثير الجدل بتفسيرها لحديث "ناقصات عقل ودين" وتأكيدها على عدم قدسية التفاسير.

في حلقة مثيرة للجدل بثتها قناة العربية في برنامج "سؤال مباشر" يوم 24 أكتوبر الماضي، أثارت الكاتبة والروائية التونسية #ألفة يوسف موجة من التفاعلات الحامية حول تفسيرها للحديث النبوي الشهير: "يا معشر النساء، تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار... ما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودينِ أذهَبْنَ لُبَّ الرَّجُلِ الحَزِيمِ". هذا التفسير، الذي يُعتبر تحدياً للرؤى التقليدية، لم يقتصر على الحديث وحده، بل امتد إلى نقاش أوسع حول التأويلات الدينية والمساواة بين الجنسين، مما جعل الحلقة تتجاوز 2400 مشاهدة على يوتيوب في غضون أيام قليلة.
ألفة يوسف، باحثة تونسية متخصصة في الشأن الديني والروحاني، ليست غريبة عن إثارة الجدل. مؤلفة كتب مثل "ناقصات عقل ودين" و"حيرة مسلمة"، تركز أعمالها على نقد التفسيرات التقليدية للنصوص الإسلامية، مع التركيز على البعد الأخلاقي والإنساني. في ظهورها الأخير، لم تكن مجرد ضيفة، بل صوتاً يدعو إلى إعادة قراءة التراث الديني بمنظور حديث، يتناسب مع تطور المجتمعات. "القرآن لا يموت"، كما قالت، مشيرة إلى أن النصوص الإلهية تحمل إمكانيات تفسيرية لا نهائية، تجعلها صالحة لكل زمان ومكان.
في قلب الجدل، جاء تفسير يوسف للحديث، الذي يُستخدم تقليدياً لتبرير تفوق الرجل في الشهادة والعقل. وفقاً لها، العبارة "ناقصات عقل ودين" لا تحمل دلالة سلبية، بل تشير إلى "البعد الأنثوي في الإنسان"، الذي يمثل جانباً أساسياً من التوازن الإنساني. "بعض المفسرين حاولوا طمسه"، أضافت يوسف، معتبرة أن هذا التفسير يعكس محاولات تاريخية لفرض تفسيرات ذكورية على النصوص، مما يحرم المرأة من دورها الكامل. هذا الرأي ليس جديداً في كتاباتها، لكنه اكتسب بعداً إعلامياً واسعاً بعد بث المقطع، الذي انتشر على منصة إكس (تويتر سابقاً) من قبل الحساب الرسمي للبرنامج.
في سياق الحلقة، ربطت يوسف هذا التفسير بقصة شخصية: كانت هي وأم العريس الشاهدتين الوحيدتين في زفاف ابنتها، مع مأذونة امرأة أيضاً. "لا دليل قرآني يمنع شهادة المرأة في عقود الزواج"، أكدت، معتبرة ذلك تكريماً للأمهات بعيداً عن أي بعد إيديولوجي. هذا الاعتراف "فجر مفاجأة وأثار جدلاً فقهياً"، كما وصفه الحساب الرسمي للبرنامج، حيث يتعارض مع آراء فقهية تقليدية تُقصر شهادة المرأة في المعاملات المالية.
لم يقتصر نقاش يوسف على الحديث، بل امتد إلى قضايا أخرى مثيرة. رفضت "تحنيط" التأويلات القديمة، مؤكدة أن التفاسير اجتهادات بشرية مرتبطة بمعارف عصرها، غير مقدسة مثل النص القرآني نفسه. "أشعر بالانزعاج من عبارة 'يحق له' تفسير القرآن"، قالت، مطالبة بتدبر النصوص لكل البشر، مع مراعاة البعد الأخلاقي. كما نفت وجود دليل قرآني على الرجم، معتبرة إياه خلافاً فقهياً، ودعت إلى تأويلات متغيرة للحجاب والطلاق، معتبرة بعض الآراء الفقهية "حراماً" إذا تعارضت مع الأخلاق. رفضت التكفير كـ"مصيبة كبيرة"، مشددة على أن الله وحده يعلم من يدخل الجنة أو النار.
هذه الآراء جاءت في إطار حوار مع المذيع خالد الخليفة، الذي سأل عن مؤهلات المفسر، فأجابت بضرورة إتقان اللغة العربية وقراءة التفاسير السابقة، مع الالتزام بالأخلاق.