قصة وفاة رضيعة في حضانة بطنجة: إهمال يثير صدمة المغاربة
ما هذا الاهمال؟.. وفاة رضيعة متأثرة بإصابات بليغة على مستوى الرأس، جراء تعرّضها لإلقاء متكرّر على الأرض من قبل طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، في حضانة بمدينة طنجة المغربية.
ما هذا الاهمال؟.. وفاة رضيعة متأثرة بإصابات بليغة على مستوى الرأس، جراء تعرّضها لإلقاء متكرّر على الأرض من قبل طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، في حضانة بمدينة طنجة المغربية.

في واقعة مأساوية هزت الرأي العام المغربي، توفيت رضيعة تبلغ من العمر 8 أشهر داخل حضانة للأطفال بحي القوادس في منطقة بئر الشيفا بمدينة طنجة، شمال المغرب، في 28 أكتوبر 2025. الحادث، الذي كشفت عنه تسجيلات كاميرات المراقبة، أثار موجة من الغضب والاستنكار، مع اتهامات بالإهمال الفادح ودعوات لإصلاح نظام الرقابة على مؤسسات رعاية الطفولة.
بدأت القضية عندما نقل والدا الرضيعة الطفلة إلى المستشفى الجهوي في طنجة بحالة حرجة، بعد تلقي إشعار من الحضانة بأنها "سقطت عرضيًا" من مكان مرتفع داخل المؤسسة. ومع ذلك، أكدت التحقيقات الطبية أن الوفاة نجمت عن إصابات بليغة في الرأس، بما في ذلك كدمات ونزيف داخلي حاد، أدى إلى الوفاة رغم المجهودات الطبية.
كشفت الشرطة القضائية ببني مكادة، مدعومة بتسجيلات كاميرات المراقبة، الحقيقة الكاملة: كُلفت مستخدمة في الحضانة طفلة تبلغ 8 سنوات (كانت موجودة في المؤسسة في إطار "الدعم اللغوي") برعاية الرضيعة. عجزت الطفلة عن حمل الرضيعة بشكل صحيح، مما أدى إلى إسقاطها عدة مرات على الأرض، مصحوبًا بركلات أو تعنيف، في غياب تام للمربيات أو أي إشراف بالغ. في البداية، ادعت صاحبة الحضانة أن الحادث كان "عرضيًا"، لكن الفيديو المسرب أظهر مشاهد عنف متكررة أثارت الاشمئزاز.
الحضانة، التي تتوفر على ترخيص قانوني، وُصفت بأن بيئتها لا تستجيب للمعايير الصحية والتربوية، مع غياب مراقبة دورية، مما ساهم في وقوع الفاجعة.
أمرت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة بفتح تحقيق فوري، شمل جميع الأطراف: صاحبة الحضانة، المربية، والمستخدمة. أصدر قاضي التحقيق أمرًا بإيداع صاحبة الحضانة والمربية السجن المحلي بتهم تشمل:
الطفلة القاصر (8 سنوات) لن تُحاسب قانونيًا بسبب صغر سنها، لكن التحقيقات تركز على مسؤولية الكبار في تفويضها برعاية رضيعة. التحقيق مستمر لتحديد إذا كانت هناك مخالفات إضافية في شروط الترخيص.
أثارت الواقعة صدمة واسعة في المغرب، خاصة مع تداول الفيديو على وسائل التواصل، حيث وُصفت بـ"مؤلمة إلى حد لا يُوصف" من قبل الآباء والناشطين. منظمة "ما تقيش ولدي" (لا تضرب طفلي)، المتخصصة في حماية الطفل، أعربت عن رفضها المطلق للإهمال، مطالبة بتحقيق شامل من وزارة التربية الوطنية والتضامن، وسن ضوابط صارمة لمنع تشغيل القاصرين في رعاية الأطفال. رئيسة المنظمة، نجاة أنور، وصفت الحادث بأنه "يوجع القلب ويصعب تبريره تحت أي ذريعة".
السكان المحليون في بئر الشيفا أعربوا عن غضبهم، مطالبين بإغلاق الحضانات غير الآمنة، وأعادت الواقعة النقاش حول ضعف الرقابة على آلاف الحضانات في المغرب، حيث يعتمد ملايين الآباء العاملين عليها يوميًا.