عيد ميلاد إبراهيم الدسوقي (أو مولد سيدي إبراهيم الدسوقي) هو احتفال ديني صوفي سنوي كبير يُقام في تكريماً لذكرى ميلاد الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد الدسوقي، وهو إمام صوفي سني مصري (ولد عام 653 هـ / 1255 م في مدينة دسوق، وتوفي عام 696 هـ / 1296 م هناك أيضاً). يُعتبر الدسوقي أحد أبرز أقطاب التصوف الإسلامي، وآخر "أقطاب الولاية الأربعة" لدى الصوفية، ومؤسس الطريقة الدسوقية التي انتشرت في والسودان ودول أخرى. يُلقب بـ"القطب الأكبر" أو "برهان الدين"، وينسب نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب من جهة أبيه.
تفاصيل الاحتفال:
- المكان الرئيسي: مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ (شمال مصر، على ضفاف النيل)، حول مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي (المعروف بالمسجد الإبراهيمي)، الذي بني على ضريحه ويُعد من أكبر المساجد في مصر.
- المدة: يستمر الاحتفال عادةً لأسبوع كامل، مع ليالٍ صوفية وأنشطة روحية، وتنتهي بليلة ختامية كبرى تشمل إنشاداً وذكراً ومواكب.
- التوقيت: يُقام في النصف الثاني من شهر أكتوبر (أو أواخره)، وفقاً للتقويم الميلادي. على سبيل المثال:
- في عام 2024: من 18 أكتوبر إلى 25 أكتوبر، مع ختام في 24 أكتوبر.
- في عام 2025 (الحالي): ينطلق رسمياً في 23 أكتوبر ويستمر أسبوعاً، مع ليلة ختامية في 30 أكتوبر.
- المشاركون: يحتفل به أكثر من 77 طريقة صوفية من مصر وخارجها (مثل الطريقة البرهامية، الشهاوية، التجانية، والرفاعية)، ويجذب أكثر من مليون زائر سنوياً من مصر والدول العربية والإسلامية وبعض الدول الأوروبية، تحت إجراءات أمنية مشددة.
- الأنشطة: تشمل الذكر والإنشاد الصوفي، الخطب الدينية، المواكب، والتجمعات الروحية. يُعد الاحتفال فرصة للسياحة الدينية والتكافل الاجتماعي، وهو أحد أكبر الموالد في مصر بعد مولد الحسين أو السيدة زينب.
الكرامات والروايات الشعبية المنسوبة إليه
في التراث الصوفي، يُروى عن الدسوقي كرامات تُعزز مكانته الروحية، مستمدة من كتب مثل "الفتوحات الإبراهيمية" لتلميذه. أبرزها:
- قصة التمساح: رواية شهيرة عن أم فقدت طفلها لتمساح في النيل؛ صاحت "يا سيدي إبراهيم مولانا الحقني!"، فجمع الدسوقي تماسيح النيل وقال للجاني: "أخرج الطفل أو مت!"، فخرج الطفل سالمًا ومات التمساح فورًا. هذه القصة تُروى في الإنشادات خلال المولد، وتُعتبر رمزًا للكرامة على الطبيعة.
- شفاء المرضى: يُقال إنه شفى أعمى بمسح يده، وأنقذ قرية من الطاعون بدعائه.
- التواصل الروحي: لُقب بـ"أبي العينين" لأنه كان يرى الغيب، ويُروى أنه التقى السيد أحمد البدوي (صاحب مولد طنطا) في لقاء روحي، مما يربط بين المولدين كرمز للوحدة الصوفية. هذه الروايات ليست تاريخية بالمعنى الحرفي، بل جزء من التراث الشعبي الذي يُغنى به في الحضرات الصوفية، وتُذكر في الخطب الدينية أثناء الاحتفال.
التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية
- اجتماعيًا: يُعلق الدراسة في 38 مدرسة بدسوق لـ3-6 أيام (من 25-30 أكتوبر) بسبب الزحام، مما أثار جدلاً على وسائل التواصل: البعض يراه "طبيعيًا للتراث"، وآخرون "تعطيلاً للتعليم". يجذب 2 مليون زائر، يُحول المدينة إلى "كرنفال روحي" مع حلقات ذكر وإنشاد.
- اقتصاديًا: يُنشط الأسواق؛ بائعو الملابس يقدمون تخفيضات، ويُباع الطعام الشعبي (فسيخ، سردين، مشبك دمياطي، هريسة دسوق). حرفيون مثل صانعي الربابة يحققون أرباحًا موسمية، ويُرفع 200 طن نفايات بعد الختام للتنظيف.