بعد أن حقّق بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-25، تبدّل الوضع بسرعة إلى سلسلة من النتائج السلبية، حيث تكبّد خسائر متتالية نادرًا ما يشهدها النادي. واحدة من أبرز مظاهر هذا التراجع هي خسارته أمام Manchester United بنتيجة 2-1 في أنفيلد، لتكون الخسارة الرابعة على التوالي في جميع المسابقات، وهي أول مرة يحدث ذلك منذ عام 2014.
في الوقت نفسه، نجم الفريق، محمد صلاح، يشهد أحد أضعف فتراته من حيث الإنتاج التهديفي والمساهمة، ما أثار تساؤلات حول مستواه ودوره داخل الفريق.
أسباب التراجع – تحليل مفصّل
من خلال ما رصدته الصحافة والتحليلات، يمكن تقسيم أسباب تراجع إلى عدة محاور رئيسية:
1. مشاكل دفاعية وتراجع في القدرة على كسب المبارزات
- تحليل لـ Opta أشار إلى أن ليفربول أصبح يفوز بأقل من نصف المواجهات الفردية (duels) في المباريات الأخيرة، مقارنةً بالفترات القوية السابقة.
- في الهزيمة أمام مان يونايتد، تلقّى هدفًا من ركلة ثابتة بالرأس بعد خطأ دفاعي في التغطية للركنية، ما يعكس ضعفًا في التنظيم الدفاعي والثقة داخل الخط الخلفي.
- تغييرات واضحة في مركز الظهيرين أو تراجع المستوى (مثل انتقال Trent Alexander‑Arnold ورحيله) أدّت إلى خلخلة في التوازن الدفاعي والهجومي للفريق.
2. الإرهاق وقلة عمق التشكيلة
- اللعب على عدة جبهات – الدوري، دوري الأبطال، الكؤوس – مع ضغط مباريات كبير في الموسم السابق، أدى إلى إرهاق لاعبين أساسيين وعمل أقل لبدلاء أو لاعبين احتياطيين.
- التغييرات المستمرة في التشكيل وإدخال لاعبين جدد يحتاجون إلى وقت التكيف خلّفت فراغًا في الفاعلية الجماعية للفريق.
3. مشاكل تكتيكية وانسجام الفريق
- المدرب Arne Slot قام بمحاولات لتحديث أسلوب الفريق وتحريك بعض الأدوار، لكن بحسب تحليلات، التغييرات لم تنضج بشكل كافٍ بعد، مع ظهور فراغات بين الصفوف وتراجع القدرة على بناء الهجمات والضغط السريع.
- أيضًا، الفريق بدأ يستحوذ أقل على الكرة في مناطق متقدمة، مما يقلل من فرصه في التحكم بالمباراة وفرض أسلوبه.
4. انخفاض كفاءة اللمسات الهجومية وتحويل الفرص
- حتى عندما خلق ليفربول فرصًا كثيرة، وجد صعوبة في تحويلها إلى أهداف أو نتائج إيجابية. على سبيل المثال، في إحدى مباريات الخسارة، سدد 19 كرة مقابل 12 لمان يونايتد لكنه خسر.
- تحليل إحصائي أشار إلى أن الفريق عند التأخر في المباراة ينجز معدل تحويل منخفض جدًا: عند تأخره، ينجح في تحويل 13 % فقط من الفرص الكبيرة، مقارنةً بمعدل ~39 % عندما يكون متقدمًا أو متعادلًا.
أداء محمد صلاح – أسباب التراجع والمخاوف
النجم المصري كان أحد أبرز أعمدة في المواسم السابقة، لكن في الموسمين الأخيرين بدأ يظهر تأثر واضح:
- وفق تحليل حديث، صلاح لم يسجل غير أهداف من ركلات جزاء في الدوري خلال سبع مباريات متتالية، وهو أطول تراجع من نوعه في مسيرته مع ليفربول.
- عدد التسديدات لكل 90 دقيقة انخفض من حوالي 3.4 الموسم الماضي إلى حوالي 2.0 هذا الموسم، ومقياس xG (القيمة المتوقعة لهدف) انخفض من ~0.63 إلى ~0.32.
- عدد اللمسات داخل منطقة الجزاء انخفض من ~9.6 إلى ~5.5 لمسة لكل 90 دقيقة، ما يعني أن صلاح أصبح أقل وجودًا في مناطق حاسمة.
- أحد الأسباب المرفوعة هو غياب شريك التمرير الممتاز في الظهير/المدافع الذي كان يقدم تمريرات حاسمة لسلاح الهجوم، وهو ترنت ألكسندر-أرنولد، الذي ترك النادي.
- لكن التحليل أيضًا لا يلقي اللوم كله على اللاعب بل يشير إلى أن التغييرات التكتيكية وانخفاض جودة الربط داخل الفريق ساهمت في ذلك.
“Mohamed Salah should not be guaranteed starter anymore” — تصريح من جيمي كاراجر يؤكد حجم القلق بشأن دوره الحالي.
ماذا يمكن أن يفعل ليفربول؟
- يجب تعزيز الثقة الدفاعية وتنظيم خطوط الدفاع، ربما بإعادة اللاعبين المخضرمين أو التركيز على بناء علاقات ثابتة بين الظهير والقلب الدفاعي.
- تحسين عمق التشكيلة وزمن التدوير، حتى لا يستنزف اللاعبون الأساسيون.
- استعادة الإبداع على الأجنحة أو الظهيرين (بعد رحيل ترنت) لتوفير الخدمة اللازمة للمهاجمين، بما في ذلك صلاح.
- إعادة تقييم دور صلاح داخل التكتيك – ربما تقليص مسافة تحركه العميقة أو تغييره في مركز اللعب لإخراجه من الحالة التي يكون فيها مراقبًا بشدة من المدافعين.
- التركيز على الجوانب النفسية والذهنيّة، خاصة بعد الخسائر المتتالية، للحفاظ على الانسجام والروح الجماعية.
المستقبل: هل يعود صلاح إلى بريقه أم يحتاج الفريق إلى تغيير جذري؟
في النهاية، أداء صلاح ليس المشكلة الوحيدة – فالدفاع والوسط يعانيان أيضاً – لكنه الرمز الأبرز لأزمة الفريق. الجماهير تثق في عودته، لكن الضغط يتزايد: هل يصبح صلاح "المشكلة" أم "الحل"؟ الإجابة تكمن في الأسابيع المقبلة، حيث يواجه جدولاً صعباً يشمل أرسنال ومانشستر سيتي. YNWA.