في 15 أكتوبر 2025، أثار مقطع فيديو قصير نشر على منصات التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا في وخارجها، يتعلق بزواج مراهق يبلغ من العمر 14 عامًا فقط. الفيديو، الذي انتشر بسرعة على تيك توك وفيسبوك وإكس (تويتر سابقًا)، يظهر الفتى مرتديًا بدلة عرس أثناء الاحتفال بحفل زفافه، ويُظهر والده يتحدث بفخر عن القرار. قال الأب في الفيديو: "أن أزوجه وهو صغير أفضل من أن أزوجه في الأربعينيات، فالعلاقة بين الأب وابنه يجب أن تكون متقاربة، وابني سيكون صديقًا لابنه". هذا التصريح أثار غضبًا كبيرًا، حيث اعتبره الكثيرون استغلالًا للطفل وانتهاكًا لحقوقه الأساسية، بينما دافع آخرون عنه كـ"حرية اجتماعية" مرتبطة بالتقاليد والوعي الأسري.
https://www.facebook.com/reel/809496858328983السياق القانوني والاجتماعي
- القانون الجزائري: وفقًا لقانون الأسرة (المعدل في 2005)، السن القانوني للزواج هو 19 عامًا لكلا الجنسين، مع إمكانية استثناءات قضائية في حالات خاصة (مثل الحمل أو الظروف الاجتماعية). ومع ذلك، يُسمح بزواج القاصرات في بعض الحالات لـ"ستر العار"، خاصة في المناطق الريفية والداخلية، حيث يصل عدد الطلبات إلى المحاكم بين 600 و2000 حالة سنويًا. في 2025، أدخل قانون الزواج الجديد تعديلات صارمة، مثل رفع السن إلى 19-20 عامًا وإلغاء معظم الاستثناءات، لكن التنفيذ لا يزال يواجه تحديات بسبب التقاليد المحلية والفجوات في الوعي.
- الانتشار: رغم انخفاض معدلات زواج الأطفال في الجزائر (أقل من 2% للفتيات دون 18 عامًا)، إلا أنها لا تزال موجودة في المناطق المحافظة، حيث يُرى الزواج المبكر كوسيلة للحماية من الاعتداءات الجنسية أو الضغوط الاقتصادية. منظمة اليونيسف تشير إلى أن 3% من النساء الجزائريات تزوجن قبل 18 عامًا، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بالعقود السابقة.
ردود الفعل والجدل
- الغضب العام: الكثيرون على وسائل التواصل وصفوا الحدث بـ"سرقة الطفولة"، مطالبين بتدخل السلطات لإنقاذ الطفل. قال أحد المعلقين: "الأطفال في هذه السن يجب أن يكونوا في المدرسة يحلمون بمستقبلهم، لا يتزوجون". منظمات نسوية وحقوقية، مثل "ألترا صوت" و"مينا مونيتور"، أكدت أن مثل هذه الحالات تسبب أضرارًا نفسية وصحية طويلة الأمد، مثل انقطاع التعليم والحمل المبكر.
- الدفاع عن الزواج: بعض التعليقات رأت فيه "خيارًا مسؤولًا"، مشيرين إلى أن الوعي الأسري يفوق السن، وأن الزواج يحمي الشباب من "الانحرافات". المحامي فريد صابري ذكر أن متوسط سن الزواج ارتفع إلى 27 عامًا للنساء و34 للرجال، مما يعكس تغيرًا إيجابيًا، لكن الاستثناءات لا تزال تسمح بمثل هذه الحالات.